لا توجد مشكلة في كونك مختلفًا. هذا هو ما يعتقده مارك فارمر، الذي يشارك تجربته الشخصية مع التوحد وكيف أن تشخيصه لم يكن علامة نقص، بل جزءًا من هويته. في مقاله الذي كتبه لمجلة "ذا جلوب أند ميل"، يتحدث مارك عن رحلته من الإنكار إلى قبول الذات، وعن كيفية تأثير التوحد على حياته بطرق إيجابية وسلبية. في البداية، يروي مارك كيف كان يسعى جاهدًا للاندماج مع الآخرين، محاولًا أن يتناسب مع معايير "الطبيعة". كان يتظاهر بأنه شخص آخر، متجاهلًا جوانب من نفسه. أتت تشخيصاته التي تضمنت التوحد، لتعطيه شيئًا يشبه الثقة. لم يجده عيبًا، بل نقطة قوة مكنته من إدراك نفسه بشكل أفضل. تقول تجربته إن عائلته، خاصة والده، لم يكن لديه فهم واضح عن التوحد. يتذكر تفاصيل من طفولته عندما كان يشعر بأنه مختلف، ولكنه لم يكن يعرف السبب. هذا الانفصال أدى به إلى سنوات من البحث عن القبول، لكنه سرعان ما أدرك أنه لا يحتاج إلى التكيف ليكون محبوبًا. يصف مارك رحلته إلى مهرجان "برايد" في تورونتو، حيث أدرك أنه ليس وحيدًا في شعوره. وسط أجواء من الفرح، شاهد أشخاصًا يحتفلون بكونهم مختلفين، وليس فقط بكونهم "طبيعيين". هذه التجربة جعلته يعود إلى ذاته، ويعزز شعوره بالقدرة على قبول نفسه كما هو، دون الحاجة إلى تبرير أو تبرير. هذه المعرفة الجديدة ألهمته ليتحدث بصوت أعلى ويروّج لفهم شامل ومعاملة أخرى للأفراد الذين يواجهون تحديات مشابهة. يبرز كيف أن المجتمع بحاجة إلى الانفتاح والوعي، ويشير إلى أن التقبل والتفاهم يمكن أن يغيّرا حياة الكثيرين. يتحدث مارك أيضًا عن الفوائد التي جلبها له التوحد، مثل الذكاء العالي والقدرة على التفكير بطرق مبتكرة. يشرح كيف أنه كان جزءًا من "منسا"، الجمعية المخصصة للأشخاص ذوي الذكاء العالي، وكيف أن هذه القدرات كانت نتيجة مباشرة لطبيعته المختلفة. يجادل بأن الاختلاف ليس عيبًا، بل هو ميزة تسهم في خلق بيئة أكثر تنوعًا وابتكارًا. في الوقت نفسه، يتناول مارك التحديات التي واجهها بسبب عدم الفهم الاجتماعي. يتحدث عن التجارب التي مر بها نتيجة لكونه صريحًا بشكل مفرط، والمواقف التي لم يتمكن فيها من تفسير ردود أفعال الآخرين. هذه اللحظات كانت مصدر معاناة له، لكنها أيضًا علمته دروسًا قيمة حول العلاقات الإنسانية والتواصل. في ختام مقاله، يعبر مارك عن أمله في أن يتمكن من خلال مشاركته لقصته من إيصال رسالة تفيد أن كل فرد يستحق القبول بغض النظر عن اختلافاته. يؤكد أن التقبل هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع أكثر شمولية وأمانًا للجميع. مارك لا يسعى فقط لتمكين نفسه، بل يأمل أن تلهم قصته الآخرين للعيش براحة في جلدهم. وقد ترك لنا جميعًا درسًا مهمًا: لا توجد مشكلة في كونك مختلفًا. الاختلاف هو ما يجعل الحياة ممتعة، وهو ما يجعلنا بشراً.。
الخطوة التالية