في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً جذرياً في صياغة قوانين وأنظمة التعامل مع العملات الرقمية والتشفير. تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت هناك تغييرات ملحوظة في استراتيجيات الجهات الرقابية مثل FDIC (شركة تأمين الودائع الفيدرالية). يعتبر هذا الموضوع محور النقاشات في الأوساط المالية والتأسيسية، خصوصاً بعد الأزمات والتحديات التي واجهت صناعة التشفير. من المؤكد أن إدارة ترامب جعلت من قضايا البنوك الرقمية والأمن المالي أولوية كبيرة، حيث أن الاتجاه نحو الابتكار المالي والدعم للبنوك التي تتعامل مع العملات الرقمية أصبح ضرورياً. في هذا السياق، تتمحور بعض الأحاديث حول "عملية خنق النقطة"، وهي استراتيجية أُطلقت من قبل إدارة أوباما، حيث تهدف إلى الحد من نشاطات البنوك التي تتعامل مع شركات أو أنشطة معينة تُعتبر عالية المخاطر، بما في ذلك تلك التي تعمل في مجال التشفير. تكمن المشكلة الرئيسية في أن "عملية خنق النقطة" أدت إلى تقليص الفرص أمام شركات العملات الرقمية للوصول إلى النظام المالي التقليدي. لقد انخفضت إمكانية فتح حسابات بنكية، مما أثر سلباً على تطوير الابتكارات المالية. ولكن مع انتخاب ترامب، اتجهت الأمور نحو إعادة التفكير في هذه السياسات، حيث بدأ المدافعون عن حق التشفير في دفع الطراز المالي لتحرير بنوك التشفير من القيود التي كانت تعرقل نموها. أحد أبرز الأنشطة في هذا السياق هو إدراج بنوك التشفير في النظام المالي التقليدي، حيث تسعى الجهات الرقابية إلى خلق بيئة تشجع الابتكار بينما تضمن حماية المستهلكين. هذا التوجه يعكس اعترافاً متزايداً بأهمية العملات الرقمية، ويرتبط بشكل مباشر برغبة إدارة ترامب في تحسين المرونة المالية للنظام. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية الحفاظ على مستوى عالٍ من الأمان بينما يتم توسيع نطاق توفير الخدمات المالية. من النقاط المحورية في هذا البازار هو أن ترامب أدرك أهمية دعم الابتكار ومواجهة التحديات التي تواجهه قطاع التشفير. إن الاتجاه نحو تقليل القيود واستكمال الشراكات بين البنوك التقليدية والبنوك الرقمية يتطلب تفكيراً استراتيجياً من قبل صانعي السياسات. يؤكد الخبراء على أهمية التعاون بين مراكز الابتكار والشركات الناشئة مع الجهات التنظيمية، حيث أن ذلك يمكن أن يضمن التطور المستدام للقطاع. مع نهاية "عملية خنق النقطة"، تفتح الأبواب للعديد من الاحتمالات الجديدة للصناعة. ليس فقط أن هذا سيسمح للبنوك الرقمية بالنمو، بل سيسهل أيضاً دخول الشركات الجديدة إلى السوق، مما يعني تحسين وزيادة المنافسة وبالتالي تقدم الأداء العام. يُعتبر تعزيز الثقة في التشفير أمراً ضرورياً لضمان استقرار السوق والنمو المطرد. الجدير بالذكر أن العملة الرقمية ليست فقط أداة للتبادل، بل أيضاً مُستثمر حيوي للكثيرين، مما يعكس رغبة المستثمرين في تنويع محافظهم الاستثمارية. هذا الوضع يتطلب إعادة التفكير في كيفية تقييم المخاطر المرتبطة بالتشفير، وكيف يمكن للجهات التنظيمية الموازنة بين الابتكار والأمان. إلى جانب هذه التغيرات، يجب على المجتمع المالي تبني موقف أكثر انفتاحاً تجاه بنوك التشفير. لكي يستمر هذا الاتجاه، يجب أن تتمتع المؤسسات المالية التقليدية بفهم عميق لتقنيات البلوكشين والعملات الرقمية. يساعد هذا الفهم في ادماج البنوك التقليدية بشكل أفضل مع البنوك الرقمية، وهذا بدوره يُسهل تقديم مجموعة شاملة من الخدمات المالية لمجموعة أكبر من العملاء. في الختام، إن سياسة إعادة تقييم بنوك التشفير ونهاية "عملية خنق النقطة" تتطلب جهدًا جماعيًا بين جميع المعنيين – من الجهات التنظيمية والشركات الناشئة إلى المؤسسات المالية. إن النمو في هذا القطاع يتطلب ملائمة بين الابتكار والتنظيم، مما سيساعد على ضمان أن تكون الصناعة في حالة من النمو المستدام. بالتالي، سنشهد في السنوات القادمة تدفقاً أكبر من الاستثمارات والتقنيات الجديدة في عالم التشفير، مما يجعل الاستثمارات في هذا المجال فرصةً مغرية للكثيرين.。
الخطوة التالية