في ظل التطورات المستمرة في سوق العملات الرقمية، تسلط تقارير بحثية الضوء على استراتيجيات جديدة تهدف إلى زيادة عائدات المستثمرين. إحدى هذه الاستراتيجيات التي شهدت اهتمامًا متزايدًا هي استراتيجية "المخنوق المضمون" (Covered Strangle) الخاصة بعملة بيتكوين، والتي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا من قبل شركة أبحاث شهيرة. تعتبر بيتكوين، العملة الرقمية الأولى والأكثر شهرة، محط أنظار العديد من المستثمرين في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الذي أبدى فيه كثيرون قلقهم حول تقلبات السوق، وجدت بعض الشركات المتخصصة في الأبحاث المالية طرقًا مبتكرة لتعزيز عائدات المحافظ الاستثمارية. استراتيجية المخنوق المضمون تتضمن بيع خيارات شراء (Call Options) وخيارات بيع (Put Options) على بيتكوين، مما يسمح للمستثمرين بزيادة دخلهم من خلال العائدات التي تأتي من بيع هذه الخيارات، مع الاحتفاظ بالأصل نفسه. يهدف هذا الأسلوب إلى بناء مستوى من الحماية للمستثمرين، حيث يمكن أن تعزز هذه الإستراتيجية العائدات بنحو 17% سنويًا، وفقًا لما ذكرته التقارير. واحدة من مزايا هذه الاستراتيجية هي أنها تأخذ في الاعتبار التقلبات الطبيعية لأسعار بيتكوين، مما يسمح للمستثمرين بالاستفادة من هذه التقلبات بدلاً من القلق بشأنها. إذا كانت السوق تتحرك بشكل غير متوقع، يمكن للمستثمرين الاستفادة من الخيارات المباعة لتعويض أي خسائر محتملة. ومع ذلك، تتطلب هذه الاستراتيجية فهمًا دقيقًا للسوق ومعرفة قوية بكيفية عمل الخيارات. يجب على المستثمر أن يكون على دراية بالعوامل التي تؤثر على سعر بيتكوين وتوقع تحركات السوق. إن التوقيت أساسي هنا، حيث يجب على المستثمر أن يعرف متى يبيع الخيارات ومتى يحتفظ ببيتكوين في محفظته. علاوة على ذلك، تعد المخاطر عنصرًا ضروريًا في أي استراتيجية استثمارية. في حالة استراتيجية "المخنوق المضمون"، فإن أحد المخاطر هو أن بيتكوين يمكن أن ينخفض بشكل كبير، مما يعرض المستثمرين لخسائر كبيرة. ولكن في الوقت نفسه، يمكن أن توفر الاستراتيجية حماية ضد بعض هذه الخسائر من خلال العوائد الناتجة عن بيع الخيارات. بالإضافة إلى ذلك، يسهم استخدام هذه الاستراتيجية في تنويع المحفظة بشكل كبير، وهو ما يعتبره العديد من الخبراء عاملاً هامًا في تحقيق النجاح الاستثماري. من خلال دمج هذه الاستراتيجية مع أصول أخرى، يمكن للمستثمرين تحقيق توازن أفضل وتقليل المخاطر الإجمالية على محفظاتهم. وقد أشار خبراء اقتصاد ومحللون ماليون إلى أن الاستثمارات في بيتكوين يمكن أن تكون جذابة للغاية، ولكن من المهم أن يتم تنفيذها بشكل استراتيجي. لذلك فإن اتباع استراتيجية "المخنوق المضمون" يمكن أن يمثل خيارًا جديرًا بالاهتمام، خاصة للمستثمرين الذين يسعون لتحقيق نمو مستدام لعائداتهم. ومع دخول المزيد من المؤسسات المالية الكبرى إلى سوق العملات الرقمية، ازداد الاعتماد على استراتيجيات مثل هذه. الاستراتيجيات المعقدة مثل "المخنوق المضمون" قد تبدو مخيفة لبعض المستثمرين، ولكن مع التعليم والبحث الدقيق، يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز الأرباح. تشير التوجهات الحديثة إلى أن سوق العملات الرقمية قد يصبح جزءًا لا يتجزأ من المناخ الاستثماري العالمي. بفضل التقنيات المالية الجديدة والابتكارات المستمرة، من الممكن أن نشهد تحولًا حقيقًا في كيفية تفكير المستثمرين في الأصول الرقمية. من خلال استخدام استراتيجيات مثل "المخنوق المضمون"، يمكن للمستثمرين أن يكونوا أفضل استعدادًا لمواجهة التحديات والمخاطر المرتبطة باستثمار تلك الأصول. أخيرًا، من المستحسن أن يقوم المستثمرون بالتشاور مع مستشارين ماليين قبل اتخاذ قرارات استثمارية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجيات المعقدة. التحليل الدقيق والدراسات المتعمقة يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في النجاح النهائي. إن استراتيجية "المخنوق المضمون" تعد واحدة من العديد من الأدوات المتاحة التي يمكن أن تعزز العائدات، ولكن كما هو الحال مع أي استثمار، فإن الوعي بالمخاطر والإعداد الجيد هما المفتاح لتحقيق النجاح. في النهاية، تبين لنا أن عالم العملات الرقمية لا يزال في حالة ديناميكية، ومن المتوقع أن يشهد المزيد من التطورات في الأساليب والاستراتيجيات التي تساعد في تعزيز العوائد وتقليل المخاطر. الشركات الاستثمارية التي تتبنى الابتكار والتعلم المستمر ستكون على الأرجح في المقدمة، حيث سيستمر السوق في التغير والنمو. لذلك، يستحق المستثمرون التفكير في استراتيجيات جديدة مثل "المخنوق المضمون" كخيار لتعزيز محافظهم الاستثمارية في هذا المناخ المتغير.。
الخطوة التالية