في خطوة جريئة نحو اعتماد العملات الرقمية، تقدمت ولاية وايومنج الأمريكية بمشروع قانون لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين. يأتي هذا الإجراء تزامناً مع تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاستثمارات السيادية في البيتكوين، مما يعكس اتجاهًا متزايدًا نحو تبني هذه العملة الرقمية على مستوى الولايات. يعتبر البيتكوين من أكثر العملات الرقمية شهرة وتأثيرًا في السوق العالمية. ومع تزايد الاعتماد العالمي على العملات الرقمية، تبحث العديد من الولايات في الولايات المتحدة عن طرق للاستفادة من ذلك في سياقها المالي. مشروع القانون الذي قدمته السيناتور سيثانيا لومس، والذي يحمل اسم "استثمار صندوق الدولة في البيتكوين"، يتيح لولاية وايومنج تخصيص جزء من أموالها الحكومية للاستثمار في البيتكوين. يستند القانون إلى فكرة أن استثمار الحكومة في البيتكوين يمكن أن يساعد في تنويع محفظتها الاستثمارية. السيناتور لومس، التي تعتبر أحد المدافعين الشرسين عن البيتكوين، أشادت بممثل الولاية جاكوب واسربرجر "على دفعه لمبادرة البيتكوين"، مشيرة إلى أن هذا التوجه سيفيد ولايتها حيث ستتمكن من تحقيق ابتكارات مالية رائدة. ورد في مشروع القانون أن الخزانة العامة في ولاية وايومنج يمكن أن تنفق ما يصل إلى 3% من أموال الصندوق العام وصندوق الثروة المعدنية الدائم وصندوق الأراضي الدائم للاستثمار في البيتكوين. ولكن إذا تجاوزت استثمارات البيتكوين هذا الحد، فلن يتعين على الخزانة العامة بيع أي كميات من البيتكوين للامتثال للقيود المحددة في القانون. تعتبر هذه الخطوة من قبل ولاية وايومنج جزءًا من اتجاه أوسع، حيث تقدمت عدة ولايات أمريكية مثل بنسلفانيا وتكساس وأوهايو ونيوهامشير وكوادر شمال داكوتا وماساتشوستس بمشروعات قوانين مشابهة لإقامة احتياطي استراتيجي للبيتكوين. ويأتي هذا التوجه المتزايد في وقت تتزايد فيه احتمالية قيام الرئيس ترامب بتبني الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين بعد توليه المنصب. تظل النقاشات حول الاحتياطات الحكومية من البيتكوين مستمرة، خاصة بعد أن أرسلت السيناتور لومس رسالة إلى خدمات Marshals الأمريكية تطالبها بالإجابة على أسئلة حول بيع الحكومة ل69,370 بيتكوين تم مصادرتها من ممتلكات طريق الحرير. اعتبرت لومس أن محاولات الحكومة لبيع احتياطياتها من البيتكوين تعتبر تصرفًا سياسيًا غير مدروس. تشير الأبحاث إلى أن فقدان قيمة العملات التقليدية وارتفاع معدلات التضخم جعل الحكومات تنظر بجدية إلى البيتكوين كأصل احتياطي، مما أدى إلى هذا الاتجاه نحو إنشاء احتياطيات استراتيجية على مستوى الولايات. وبالتالي، يمكن أن يساهم مشروع قانون ولاية وايومنج في وضع الأساس لتبني أوسع للعملات الرقمية كنوع من الأصول الاحتياطية. تواجه ولاية وايومنج تحديات عديدة، مثل التحديات المتعلقة بتنظيم العملات الرقمية والضغوط السياسية. لكن بالرغم من هذه التحديات، فإن دعم السيناتور لومس وتأييد بعض الممثلين للبيتكوين يمثل علامة على حدوث تغيير في كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا المستقبلية. إلى جانب ذلك، تعمل وايومنج على تعزيز الابتكار في مجال العملات الرقمية، بما في ذلك السماح بإجراء العمليات النقدية والتنظيم المرن لصناعة التعهدات الرقمية. يمكن أن تكون هذه الخطوات محفزًا لجذب المزيد من الاستثمارات والابتكارات في هذا المجال. إن احتياطي البيتكوين الاستراتيجي في ولاية وايومنج قد يكون له تأثير كبير على كيفية إدارة الأموال الحكومية والاستثمارات في المستقبل. ستراقب الأسواق المالية هذه التطورات باهتمام كبير، حيث إن تأثير العملة الرقمية سيصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت. ختامًا، يمكن القول إن مشروع قانون إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين في ولاية وايومنج هو تجسيد لمحادثات أوسع حول الاقتصاد الرقمي ودور البيتكوين فيه. حيث يحمل هذا المشروع الأمل لتعزيز الابتكار المالي والمساهمة في تطور النظام المالي التقليدي نحو مزيد من الشفافية والكفاءة.。
الخطوة التالية