وصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث سجل سعر الأونصة 2509.41 دولار أمريكي، وسط تزايد الطلب من المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن. يأتي هذا بعد أن زاد الاتجاه نحو الذهب بفعل تزايد المخاطر الجيوسياسية والآمال المرتبطة بإمكانية تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الشهر المقبل. تتزايد الضغوط الاقتصادية بسبب البيانات الضعيفة في سوق العمل الأمريكي، مما أدى إلى تراجع الدولار، وهو ما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن. إذ أن انخفاض العوائد في السندات الأمريكية يعزز فكرة تداول الذهب. في الختام، تظهر ثلاث مؤشرات كبيرة في وول ستريت علامات على التعافي بعد عمليات بيع مبكرة، لترتفع الأسعار في نهاية الأسبوع، مما يدل على أن السوق لا يزال يتمتع بنشاط قوي رغم التحديات. من جانبه، أشار المحلل فؤاد رزاق زاده من شركة سيتي إندكس، إلى أن التراجع الحاد في عوائد السندات قد ساهم بشكل كبير في رفع أسعار الذهب. ووقعت أسواق الأسهم أيضاً تحت ضغوط بيانات الوظائف الضعيفة وارتفاع سعر الين الياباني، الذي أثر سلباً على الكثير من المستثمرين الذين يعتمدون على الدولار بكثافة. وعلى جانب آخر، شهدت أسواق النفط تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض سعر برميل نفط برنت بنسبة 1.7% ليصل إلى 79.68 دولار. ورأت بعض التحليلات أن تراجع الأسعار ناتج عن حالة من عدم اليقين المرتبطة بالعرض والطلب، خاصة في ظل المخاوف من تأثير الوضع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط. وعكست الحركة الصعودية لأسعار الذهب والمناخ الاقتصادي العام، تقلبات شهدتها السوق خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد البيانات التي أظهرت أن الانتعاش الاقتصادي العالمي لا يزال هشًا. يُتوقع أن يؤثر تخفيض أسعار الفائدة المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق بشكل عام، حيث يرى العديد من المحللين أن هذه الخطوة تُمثل دعمًا إضافيًا للذهب. على صعيد السوق الآسيوية، شهد مؤشر نيكاي 225 الياباني قفزة بنسبة 3.6% بعد انخفاض قيمة الين أمام الدولار، مما أضاف زخمًا للسوق خلال فترة التداول. بينما في أوروبا، شهدت العملة الإسترلينية ارتفاعًا قويًا، مما أثر سلبًا على أرباح شركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على الدخل بالدولار، ما جعل الأسواق هناك تعاني من بعض الضغوط. وعلى مستوى الشركات، قفزت أسهم شركة باير الألمانية بنسبة 11.3% بعد أن حققت انتصارًا في قضيتها المتعلقة بمبيد الأعشاب المعدل وراثيًا "غليفوسات". يعكس الأمر كيف يمكن لقضية قانونية سخيفة أن تؤثر بشكل مباشر على السوق، وتظهر أهمية دوائر القانون في المشهد الاقتصادي. بينما تُشير التوقعات إلى تزايد حدة المخاطر الجيوسياسية، فإن النقاش حول الاستثمارات الآمنة سيستمر بلا شك عن الذهب. مع وضع كل هذه العوامل في الاعتبار، يتوقع المراقبون أن تبقى أسعار الذهب مرتفعة في الأشهر المقبلة، حيث يتوجه المستثمرون إلى الأصول التي تعهّدوا بحمايتها من تقلبات السوق. ختامًا، يشهد الذهب اليوم حالة من الزخم المتزايد، حيث لا يقتصر الأمر فقط على ارتفاع الأسعار، بل يتعلق أيضًا بتوجه المستثمرين نحو تحقيق الأمان المالي. في هذه الأوقات الصعبة، يبدو أن الذهب قد أصبح "ملاذًا آمنًا" للمستثمرين، ويمتلك القدرة على الاستمرار في البقاء في القمة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية. فالسوق بحاجة إلى أمل، وهل يوجد أمل أكثر من الذهب في عالم مليء بالتحديات الاقتصادية؟。
الخطوة التالية