في السنوات الأخيرة، أصبح الحديث عن العملات الرقمية وخاصة بيتكوين جزءًا لا يتجزأ من الحوار الاقتصادي العالمي. مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية والاهتمام المتزايد بالقضايا الاقتصادية والمالية، يبدو أن انتخابات 2024 قد تكون مختلفة تمامًا عن سابقاتها. وفقًا لتقرير صادر عن شركة "Grayscale"، الرائدة في مجال الاستثمار في العملات الرقمية، فإن جيل الألفية (Millennials) وجيل زد (Generation Z) سيكون لهما دور حاسم في تحديد نتائج انتخابات 2024، خاصة فيما يتعلق ببيتكوين. يتسم جيل الألفية وجيل زد بخصائص خاصة تميزهم عن الأجيال السابقة. فهم يعيشون في عالم رقمي بالكامل، حيث أن الهواتف الذكية والإنترنت أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم. هذا التحول التكنولوجي أثر بشكل كبير على طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع القضايا السياسية والاقتصادية. ويبدو أن بعض هذه التفاعلات قد تتجسد في خياراتهم الانتخابية. يتميز جيل الألفية وجيل زد بوعيهم المتزايد حول القضايا الاقتصادية، مثل التضخم وتوزيع الثروة، حيث يبحثون عن بدائل للنظام المالي التقليدي. وظهر بيتكوين كخيار جذاب للكثيرين بينهم. يعبر العديد من هؤلاء الشباب عن رغبتهم في الابتعاد عن الأنظمة المصرفية التقليدية، ويعتبرون العملات الرقمية الطريقة الأمثل للمشاركة في الاقتصاد الجديد. تقول الدراسات أن ما يقارب 40% من جيل الألفية يمتلكون أو يخططون للاستثمار في العملات الرقمية. هذا الرقم يدل على الانفتاح والتقبل الكبير للاعتماد على التكنولوجيا المالية. وعلاوة على ذلك، يعتبر هؤلاء الشباب أن الاستثمار في بيتكوين هو وسيلة لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق التقليدية. ومع استعدادهم للانتخابات المقبلة، يتساءل الكثير عن كيفية تأثير هذه الاتجاهات على نتائج الانتخابات. يستنتج بعض المحللين أن المواقف السياسية للمرشحين تجاه بيتكوين والعملات الرقمية ستكون بمثابة علامات حاسمة عند اختيار الناخبين. فاليوم، لم يعد مجرد الانتماء الحزبي أو الأفكار التقليدية هو العامل الوحيد الذي يؤثر في القرارات الانتخابية، بل يمكن أن تلعب السياسة المالية جزءًا كبيرًا من هذا الاختيار. يظهر أيضًا أن جيل الألفية وجيل زد أكثر ميلًا لتحقيق التغيير. فهم يرون أنفسهم كأسياد لمصيرهم ويبحثون عن مرشحين يعبرون عن قيمهم ورؤاهم. وبالتالي، فإن المرشحين الذين يدعمون تكنولوجيا العملات الرقمية ويعبرون عن فهم لواقعها سيكون لهم الأفضلية في اجتذاب أصوات هؤلاء الناخبين. في الوقت ذاته، هناك تحديات واضحة تواجه المشرعين في التأقلم مع تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية. حيث أن غموض القوانين والتشريعات الخاصة بالعملات الرقمية يمكن أن يؤدي إلى تخوف البعض من الاستمرار في استثمارهم. وعلى الرغم من ذلك، فإن التحولات الأخيرة في مواقف بعض الحكومات قد توفر الإطار التنظيمي اللازم لتحقيق الاستقرار والثقة في هذا المجال. لقد شهد العام الماضي اهتمامًا متزايدًا بشأن بيتكوين والعملات الرقمية في القضايا السياسية. حيث انخرط العديد من الأفراد والشركات في حوارات حول كيفية تنظيم سوق العملات الرقمية وحقوق المستثمرين. يُعتبر الأمر بمثابة دعوة للسياسيين للاستجابة بشكل أفضل لمخاوف الناخبين. إن تأثير جيل الألفية وجيل زد في انتخابات 2024 لن يتمثل فقط في أعدادهم بل في قدرتهم على التأثير على القضايا الرئيسية. فمواضيع مثل التغير المناخي، العدالة الاجتماعية، والحقوق الرقمية ستكون على رأس قائمة أولوياتهم، مما يعني أن أي مرشح لا يأخذ هذه الموضوعات بعين الاعتبار سيكون في موقف حرج. إذا تمكن المرشحون من دمج قضايا العملات الرقمية مع القضايا الاجتماعية والبيئية، فإنهم سيكون لديهم حظوظ أكبر في اجتذاب أصوات هؤلاء الأجيال. في ختام الأمر، إن الانتخابات المقبلة لا تعني فقط خيارًا بين مرشحين، بل هي فرصة لجيل الألفية وجيل زد للتعبير عن آرائهم ودعم المرشحين الذين يتوافقون مع رؤاهم. إن دورهم كمستثمرين ونشطاء اجتماعيين قد يقدم لمحات جديدة عن طريقة تصورهم للمستقبل. فهل سنشهد ظهور صناع قرار جدد يدفعون بالعالم نحو المزيد من التحول الرقمي؟ ربما، ولكن الشيء المؤكد هو أن هذه الأجيال ستستغل أصواتها بطريقة تسهم في تشكيل مستقبل النظام المالي والسياسي في بلدهم.。
الخطوة التالية