تعرف سوق العملات الرقمية في الآونة الأخيرة تقلبات كبيرة، حيث لاحظ المتداولون أداءً ملحوظاً لكل من البيتكوين (BTC) والإيثريوم (ETH) مع اقتراب موعد إصدار محضر جلسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الذي يُنتظر أن يقام غداً. يُظهر السوق حالياً مؤشرات تشير إلى وجود إمكانية صعودية للعقود الآجلة لهذه العملات الرقمية الرئيسية، وهو ما يجعل الكثيرون يتساءلون: هل سيكون هناك اتجاه صعودي للبيتكوين والإيثريوم قبيل صدور هذه المحاضر؟ في البداية، يجدر بالذكر أن التوقعات حول قرار اللجنة الفيدرالية بشأن أسعار الفائدة توقع تأثيراً كبيراً على حركة الأسواق، بما في ذلك سوق العملات الرقمية. ومن المعروف أن أسعار الفائدة هي إحدى الأدوات الرئيسية التي يستخدمها الاحتياطي الفيدرالي للتحكم في التضخم، وبالتالي فإن أي تغييرات مرتقبة قد تعكس تأثيرها على الأسواق المالية، مما قد يخلق جواً من التوتر أو التفاؤل بين المستثمرين. خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهد البيتكوين ارتفاعاً ملحوظاً في سعره، حيث اقترب من مستويات جديدة بالطبع. كانت العوامل المساهمة لهذا الارتفاع متنوعة، بدءاً من زيادة قبول المؤسسات الكبرى لهذه العملة الرقمية، إلى موجة من الشراء من قبل المستثمرين الأفراد الذين يسعون إلى التنويع في محافظهم الاستثمارية. لكن يبقى السؤال: هل يتجه سعر البيتكوين إلى تجاوز حاجز الـ 30,000 دولار مرة أخرى قبل دعوة فومك المقبلة؟ في ذات السياق، لا يمكننا تجاهل الإيثريوم، التي تعتبر الثانية في ترتيب العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية. شهدت الإيثريوم أيضاً زيادة في الاهتمام، خاصة بعد التحديثات الأخيرة التي أجرتها على شبكة الإيثريوم، والتي ركزت على تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. مع التوجه نحو ترقية “الشاردنج” المتوقع، هناك آمال في أن يعزز ذلك استخدام الإيثريوم في التطبيقات المختلفة، وتوقعات بأن يرتفع سعرها بشكل دراماتيكي في الأشهر القليلة القادمة. تنبؤات الخبراء حول البيتكوين والإيثريوم تشير إلى وجود طاقات صعودية محتملة. حيث يعتقد بعض المحللين أن التوجهات السلبية نحو الفائدة قد تدفع بعض المستثمرين إلى استثمار أموالهم في اصول بديلة مثل العملات الرقمية، وبالتالي قد يشهد السوق دفعة كبيرة. في الوقت ذاته، يقوم البعض الآخر بمراقبة ردود فعل السوق على أي تعليقات تصدر عن الفيدرالي الأمريكي والتي قد تؤثر على حركة العملات الرقمية. المثير للاهتمام هو أن وجود حالة ضبابية في السوق تتسبب في تحركات عاطفية من قبل المتداولين. فالتجار الصغار، الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من حركة السوق، قد يتأثرون بتقارير الأخبار والتحليلات. ومن هنا، نرى بالفعل أن بعض الجماعات بدأت في زيادة عمليات الشراء، مما يزيد من الضغط الصعودي على الأسواق. على صعيد آخر، لا يجب أن نغفل الجانب السلبي الذي قد يتخذ شكل عمليات جني الأرباح. بعد ارتفاع الأسعار، من المحتمل أن يرغب بعض المستثمرين في تأمين أرباحهم، مما قد يؤدي إلى تذبذب الأسعار بشكل كبير. تحدث هذه الظواهر عادةً عندما يشهد السوق ارتفاعات حادة، إذ يقوم المستثمرون ببيع الجزء من استثماراتهم بعد تحقيق أرباح مرضية. هذه الديناميكية قد تكون أحد المصادر المحتملة للضغط النزولي على البيتكوين والإيثريوم عندما تبدأ جلسات التداول بعد صدور محضر الفيدرالي. بغض النظر عن التوجهات الحالية، ينبغي على المستثمرين في العملات الرقمية أن يظلوا حذرين وأن يتفحصوا بعناية تحركات السوق ودوافعها. توقعات ارتفاع الأسعار تظل مبهجة، ولكن من الضروري أن يكون المستثمرون واعين للمخاطر المرتبطة بالاستثمار في بيتكوين وإيثريوم، خاصة في فترات عدم الاستقرار. كما ينبغي عليهم أيضاً أن يفكروا في التنويع بدلاً من اتخاذ موقف وحيد نحو نوع واحد من الأصول. بالتالي، مع اقتراب موعد إعلان محضر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، يبدو أن هناك نوعاً من النشاط والترقب في سوق العملات الرقمية. الطموحات لصعود البيتكوين والإيثريوم قد تكون متصاعدة، ولكن التأثير المحتمل لقرارات الفيدرالي وبيانات التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة ستكون لها الكلمة العليا في تحديد اتجاه سعر هاتين العملتين. في الختام، يمكن القول بأنه رغم الإيجابية التي قد ترافق الإعلان عن محضر FOMC، تظل الديناميكيات التي تحكم السوق معقدة ومتنوعة. إذا ما أظهرت المؤشرات الاقتصادية علامات تدل على استقرار الأسعار، فقد نشهد قفزات ملحوظة في أسعار البيتكوين والإيثريوم. ولكن يبقى التهديد لجني الأرباح والتقلبات العفوية عاملاً مشتركًا يراقبه الجميع. وكل ما تملكه الأسواق هو مجموعة من الأنماط التاريخية والاتجاهات الحالية، مما يجعل استشراف المستقبل أمراً معقداً يتطلب الكثير من اليقظة والتحليل المتواصل.。
الخطوة التالية