دونالد ترامب: أول رئيس يروج لأسلوب الضخ والتفريغ

في عالم الأعمال والأسواق المالية، يشير مصطلح "الضخ والتفريغ" إلى عملية استراتيجية يتم فيها تضخيم أسعار الأصول أو العملات بشكل مصطنع لزيادة القيمة ثم بيعها في ذروتها قبل أن تنهار القيمة، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة للمستثمرين الصغار. ومع أن هذه الأساليب تُعتبر غير أخلاقية وغير قانونية في العديد من الدول، فإن هناك آراء تدعي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تمتع بشعور مماثل من القوة والتأثير لنشر أفكار مماثلة في مجاله السياسي. إحدى القضايا الرئيسية التي تم تناولها في سياق هذه المقارنة هي استخدام ترامب لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان لديه قدرة غير مألوفة على التأثير على الأسواق والأموال من خلال التغريدات والمعلومات التي يقوم بمشاركتها. فعلى سبيل المثال، عندما كان يتحدث عن موضوع معين أو يروج لكيانات تجارية معينة، كان يرتفع سعر تلك الأصول. في المقابل، عندما انتقلت المناقشات إلى موضوعات سلبية، كانت تتعرض تلك الأموال لضغوط شديدة. تعتبر فترة رئاسته مثالًا جيدًا على تمكين بعض الشركات من تحقيق أرباح هائلة بسبب الإعلان عن شراكات أو مشاريع جديدة، بينما يمكن أن تؤدي التعليقات العكسية أو السلبية إلى انهيار في الأسهم وتدمير الثقة. ومن هنا، يظهر السؤال حول ما إذا كان ترامب قد استخدم بعض الاستراتيجيات المتبعة في الضخ والتفريغ لتوجيه الرأي العام والأسواق لمصلحته الشخصية. على سبيل المثال، عُرف عنه أنه غالبًا ما يروج للعلامات التجارية والأحداث التي لها صلة به، مما أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات والخدمات التي يدعمها. عدم استقرار الأسواق المالية، الذي شهدته فترة رئاسة ترامب، يتماشى مع نمط مشابه للضخ والتفريغ. ففي أوقات الأزمات والأخبار السلبية، كان ترامب يُصدر تصريحات تحتوي على المعلومات المتوترة، مما زاد من عدم استقرار السوق. هذه الحالة تُظهر كيف يمكن للشخص الواحد، حتى لو كان رئيسًا، أن يؤثر بشكل مباشر على الأوضاع المالية والاقتصادية. كذلك، تجدر الإشارة إلى كيفية استخدام ترامب للأخبار والإعلام لنشر المعلومات بطريقة استراتيجية. فبدلًا من استخدام وسائل الإعلام التقليدية لنقل المعلومات، كان يُفضل ترامب استخدام منصاته الخاصة، مثل تويتر، موترا الأمر الذي عكس كفاءته في استخدام الأدوات الرقمية لترويج أفكاره، وهو ما منح الناس انطباعًا بأن كل ما يقوله يمثل "الحقيقة". لكن ترامب لم يتوقف عند العبارات التشجيعية فقط، بل أيضاً استخدم أسلوب "الهجوم" على الشركات أو الأفراد الذين كانوا يتعارضون مع أجندته. وهذه الاستراتيجية جاءت بفعلها تأثير مضاعف على أسعار الأسهم والمعنويات العامة. فمثلاً، الهجمات على شركات مثل أمازون وفوربس جعلت بعض المستثمرين يشعرون بالتوتر، بينما تمكن المستثمرون الآخرون من الاستفادة من تلك التخفيضات. لم يكن ترامب هو الرئيس الأول الذي واجه انتقادات بشأن أسلوبه في إدارة المعلومات، لكن أسلوبه الفريد جعل المقارنة بينه وبين أساليب الضخ والتفريغ واقعًا مقنعًا. فعلى الرغم من أن تأثيره على الأسواق كان قريبًا من تلك الاستراتيجيات، إلا أنه أيضًا أدى إلى عواقب أبعد من الأسواق، حيث ساهم بشكل كبير في خلق انقسامات اجتماعية وسياسية. في الختام، يمكن القول إن دونالد ترامب قد يعتبر "الرئيس الأول الذي يعتمد على أسلوب الضخ والتفريغ" في سياسته. مدفوعًا بحب السلطة، واستخدامه المتقن لوسائل التواصل الاجتماعي، وتكتيكاته الشديدة في مهاجمة الخصوم، أصبحت فترة رئاسته مثالًا على كيفية تداخل السياسة مع الاستراتيجيات التجارية أو الاستثمارية. لكن مع ذلك، لا يزال من المهم فهم العواقب القانونية والأخلاقية المرتبطة بأساليب الإدارة هذه، حيث إن أي شكل من أشكال الضخ والتفريغ، سواء في السوق المالية أو الساحة السياسية، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمعات.。