في عالم العملات الرقمية المتسارع، أصبح من الواضح أن إنشاء قنوات فعالة لتحويل العملات التقليدية إلى العملات الرقمية يُعتبر عاملاً حاسماً في تعزيز نمو هذه الصناعة. وفي هذا الإطار، أجرى فريقنا مقابلة مع إنوكينتي إيزيرس، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة بايبيس (Paybis)، وذلك لاستكشاف التطورات الأخيرة في خدمات تحويل العملات، وكيف تسهم في تسريع دخول المستخدمين الجدد إلى عالم الكريبتو. خلال السنوات الماضية، شهدنا تحولاً جذرياً في كيفية تفاعل المستخدمين مع العملات الرقمية. كان الكريبتو في البداية عبارة عن منتج مستقل، بعيداً عن النظام المالي التقليدي. ومع ذلك، أدركت العديد من الشركات أن زيادة التدفقات المالية من القطاعات التقليدية تُعتبر ضرورية لتحفيز الاقتصاد الرقمي. لذا، فإن وجود قنوات فعالة لتحويل العملات التقليدية إلى العملات الرقمية، يُعتبر مفتاحاً لاستقطاب المستخدمين الجدد وتعزيز استثماراتهم. بدأ إيزيرس حديثه بتسليط الضوء على أهمية قنوات تحويل العملات، مشيراً إلى أن خدمات "On-Ramp" لشراء العملات الرقمية باستخدام الأموال التقليدية قد أصبحت ضرورة ملحة. حيث قال: "للعديد من المستخدمين الجدد، قد تكون عملية شراء العملات الرقمية مرعبة ومعقدة. وبالتالي، فإن توفير تجربة سهلة وبسيطة يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً." وأوضح إيزيرس أن العديد من المنصات المركزية بدأت تقديم خدمة تحويل العملات، مما أتاح للمستخدمين شراء العملات بسهولة عبر بطاقات الائتمان. وقد ظهرت أيضاً حلول تحويل العملات في العديد من المحافظ الرقمية، مما يزيد من سهولة الوصول إلى الكريبتو. وأشار إلى أن شركة بايبيس تلعب دوراً رائداً في هذا المجال من خلال تقديم حلول مبتكرة تسهل عملية التحويل. عندما سُئل إيزيرس عن التحديات التي تواجه المستخدمين عند استخدام قنوات التحويل، أوضح أن هناك العديد من العقبات التي قد تعيق تجربتهم. من بينها، ارتفاع الرسوم الزمنية، والوقت الطويل للموافقة، وعدم توفر خيارات دفع متنوعة في بعض البلدان. كما أشار أيضاً إلى أن بعض المستخدمين قد يواجِهون صعوبات في عمليات التحقق المعقدة، مما يؤثر سلباً على تجربتهم. بالرغم من تلك التحديات، أكد إيزيرس أن شركة بايبيس تعمل بجد لمعالجة هذه المشكلات. حيث قال: "نحن نسعى جاهدين لتقديم تجربة استخدام سلسة، من خلال تقديم خيارات دفع متعددة تشمل خدمات محلية مثل M-Pesa وRevolut وPayPal، مما يمكّننا من تلبية احتياجات المستخدمين حول العالم." عند الحديث عن تحسين تجربة المستخدم، أكد إيزيرس على أهمية توفير خدمات ذات قيمة مضافة. حيث ذكر أن بايبيس تقدم خيار شراء العملات الرقمية بمبلغ يصل إلى 1000 دولار دون الحاجة لإجراءات تحقق صارمة. وقد شاع هذا الخيار بشكل خاص بين المستخدمين الجدد الذين يسعون للابتعاد عن التعقيدات المرتبطة بعمليات KYC (اعرف عميلك). واشار إلى أن هذا الأمر يساعد في تقليل الحواجز أمام دخول المستخدمين الجدد إلى السوق. لفهم مدى سرعة دخول المبتدئين إلى عالم الكريبتو، تناول إيزيرس مسألة سرعة تنفيذ عمليات التحويل. حيث أوضح أن التحويلات الصغيرة لا تتطلب دائماً إجراءات تحقق صارمة، مما يسمح للمستخدمين بشراء العملات الرقمية بسرعة وسهولة. وشدد على أهمية هذه السرعة في تعزيز قابلية الاستخدام، مما يحفز المزيد من المستخدمين على الانخراط في الصناعة. علاوة على ذلك، تناول إيزيرس مشكلة الوقت المستغرق لتثبيت قنوات التحويل. حيث أكد أن عملية الدمج تأخذ عادةً حوالي أسبوعين، مما يُعتبر فترة زمنية معقولة. كما قدم نصيحة للشركات التي تسعى لإدخال قنوات التحويل، مشيراً إلى أهمية الاعتماد على الحلول الجاهزة التي تُتيح دمج الخدمات بسهولة وسرعة. وعند سؤاله عن كيفية جعل العملات الرقمية أكثر وصولاً للأشخاص الذين ليس لديهم خبرة سابقة في المجال، أوضح إيزيرس أن تبسيط التجربة هو مفتاح النجاح. حيث أشار إلى أن البنية التحتية التقليدية للعملات الرقمية قد تبدو معقدة للعديد من المستخدمين الجدد، مما يستدعي ضرورة تسهيل الفهم. وعبر عن اعتقاده بأن تصاميم العملات والتطبيقات المستقبلية ستسهم في تسهيل التجربة وتسهيل التفاعل مع التطبيقات المالية. في ختام المقابلة، عبّر إيزيرس عن تفاؤله بمستقبل العملات الرقمية، مشيراً أن الابتكارات التكنولوجية المستمرة ستتيح المزيد من الفرص لتحقيق النجاح والنمو في المجال. حيث قال: "نحن على أعتاب ثورة مالية جديدة، ومهمتنا هي جعل الدخول إليها أكثر سهولة وأماناً للجميع." بشكل عام، تبدو قنوات تحويل العملات التقليدية إلى العملات الرقمية، كما خلصنا من حديث إيزيرس، بمثابة جسر رئيسي يربط بين الاقتصاديين التقليدية والرقمية. ومع تطور هذه الخدمات، يبدو أن المستقبل يحمل وعوداً كبيرة لجميع المعنيين في هذه الصناعة، مما يعزز الابتكار والنمو والفرص الاستثمارية في عالم الكريبتو.。
الخطوة التالية