ملتم ديميرورز تتحدث عن سبب عدم استعداد المجتمع للثورة المدفوعة بتقنية البلوكشين في عالمنا اليوم، يتزايد الحديث عن العملات الرقمية وتقنية البلوكشين، ويتوقع الكثيرون أن تكون هذه التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي للثورة الاقتصادية القادمة. ومع ذلك، فإن ملتم ديميرورز، الخبيرة المشهورة في مجال العملات الرقمية والمديرة في شركة "CoinShares"، تعتقد أن المجتمع ليس جاهزًا بعد للاعتماد الكامل على هذه التقنية. في حديثها الأخير مع "TechCrunch"، تسلط ديميرورز الضوء على التحديات التي تعترض طريق الثورة الرقمية. تبدأ ديميرورز بتأكيد أن تقنية البلوكشين تحمل إمكانيات هائلة، ولكن هناك العديد من الفجوات التي يجب سدها قبل أن نتمكن من رؤية التحول الكبير في المجتمع. تشير إلى أن فحص جميع الجوانب المرتبطة بالعملات الرقمية يتطلب فهماً عميقاً ليس فقط للتكنولوجيا نفسها، ولكن أيضًا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحيط بها. إحدى القضايا الرئيسية التي تشير إليها ديميرورز هي التعقيد التكنولوجي. فالكثير من الأفراد لا يمتلكون المعرفة الكافية حول كيفية عمل هذه التقنيات، وهذا يجعل من الصعب عليهم فهم الفوائد الحقيقية للعملات الرقمية. تتحدث ديميرورز عن الحاجة إلى التعليم والتوعية، مشيرة إلى ضرورة توفير موارد تعليمية بسيطة وواضحة تشرح كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعال. علاوة على ذلك، تؤكد ديميرورز أن القضايا التنظيمية تعتبر عقبة أخرى رئيسية. لا تزال الحكومات في جميع أنحاء العالم تواجه تحديات في وضع الأطر التنظيمية المناسبة للعملات الرقمية. فبعض البلدان تُعتبر العملات الرقمية غير قانونية، بينما تُقدم دول أخرى تصاريح مشروطة بصورة متناقضة. بدون وجود قاعدة قانونية موحده، سيكون من الصعب على الأفراد والشركات اعتماد هذه التقنية بشكل واسع. تسلط ديميرورز الضوء أيضًا على أهمية الثقة. ففي الوقت الذي تقدم فيه تقنية البلوكشين حلاً للعديد من مشاكل الثقة في التعاملات، إلا أن المستخدمين تحتاج إلى الثقة في النظام نفسه. إذا كانت هناك مخاوف بشأن الأمن أو الشفافية، فسيكون من الصعب على الأفراد الاعتماد على هذه التكنولوجيا. وتقول إن بناء الثقة يمثل تحدياً كبيراً يتطلب التعاون بين الشركات، الحكومات، والمجتمع. من زاوية أخرى، تتحدث ديميرورز عن القيم الاجتماعية والثقافية. فهي ترى أن العملات الرقمية قد تؤدي إلى فوارق اقتصادية أكبر إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. يعتقد البعض أن هذا التحول من الممكن أن يوسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما يؤدي إلى تباين كبير في الفرص الاقتصادية. لذا، من المهم أن يتم دمج القيم الاجتماعية في تصميم وتطوير الحلول الرقمية لضمان أن تكون مفيدة للجميع. كذلك، تشير إلى أن تكنولوجيا البلوكشين تتطلب انسيابية في التعامل، وهو ما يعني أنه يجب على جميع الأطراف المعنية العمل معاً. فالتعاون بين المؤسسات، الحكومات، والمجتمعات أمر ضروري لضمان نجاح هذه التحولات. يجب بناء شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، كما أن تشجيع الابتكار والتجريب يعد جزءًا أساسيًا من هذه المعادلة. في الوقت نفسه، تُشير ديميرورز إلى أن الشركات الناشئة التي تعمل في مجال البلوكشين تحتاج إلى التفكير في كيفية تحسين تجربة المستخدم. فالكثير من التطبيقات الحالية معقدة وغير صديقة للمستخدم، الأمر الذي يعوق اعتمادها. لذا، فإن العمل على تبسيط هذه التطبيقات يعد خطوة مهمة لجذب المزيد من المستخدمين. أخيرًا، تشدد ديميرورز على أهمية الحوار والتفاعل المستمر بين جميع الأطراف المعنية. فتسريع التحول نحو استخدام العملات الرقمية ليست عملية بسيطة، لكنها تتطلب جهودًا متواصلة وتفاهمًا عميقًا بين جميع الجهات المعنية. إن الاستماع إلى المخاوف والتحديات التي يواجهها المجتمع يمكن أن يفيد جميع الأطراف ويحفز الابتكار. في الختام، رغم الإمكانيات الهائلة التي تقدمها تقنية البلوكشين والعملات الرقمية، يجب أن نكون واقعين بشأن التحديات التي تواجهنا. يتطلب الأمر جهداً جماعياً مستمراً لضمان أن تكون هذه الثورة الرقمية في صالح المجتمع ككل. ملتم ديميرورز تقدم صوتًا مهمًا في هذا الحوار، وتؤكد على أننا بحاجة إلى التحضير بشكل جيد قبل أن نتمكن من الاستفادة الكاملة من الفرص التي تقدمها هذه التكنولوجيا الجديدة.。
الخطوة التالية