تحت عنوان "كامالا هاريس تستهدف الهيمنة الأمريكية في تكنولوجيا البلوك تشين والذكاء الاصطناعي"، يناقش هذا المقال الطموحات التكنولوجية لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والتي تعكس التزامًا عميقًا بتعزيز مكانة أمريكا كمركز للابتكار في عصر التكنولوجيا المتقدمة. في كلمة لها أمام نادي الاقتصاد في بيتسبرغ، أعربت هاريس عن رغبتها في أن تظل الولايات المتحدة رائدة في مجالات مثل تكنولوجيا البلوك تشين والذكاء الاصطناعي، واعتبرت ذلك جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الاقتصادية. وذكرت أنها ستعمل على تعزيز التنمية في التكنولوجيات الناشئة مثل الأصول الرقمية والتقنيات الذكية، مشيرةً إلى أهمية الاستثمارات في مجالات مثل البايوتصنيع والطاقة النظيفة. تأتي تصريحات هاريس في وقت حرج، حيث تسعى الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التكنولوجية من قبل دول أخرى، وخاصة الصين، التي تتسابق بقوة في تطوير الابتكارات التكنولوجية. وقالت هاريس في كلمتها: "سنظل نتميز في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والبلوك تشين وغيرها من التكنولوجيات الناشئة، وسنضمن أن تفوز أمريكا، وليس الصين، في المنافسة للقرن الحادي والعشرين". هذا الالتزام الجديد قد يكون له تأثير كبير على سوق العملات الرقمية، والتي شهدت تقلبات واضحة في السنوات الأخيرة. ورغم وعود هاريس بدعم الابتكار في قطاع التشفير، يبقى الشك قائمًا في صفوف المراقبين، خاصةً بعد ظهور بعض الالتباسات في خطة عملها الاقتصادية، حيث ذُكر مصطلح "الأصول الرقمية" مرة واحدة فقط، مما أثار تساؤلات حول مدى جديتها في هذا المجال. عبر العديد من الخبراء، مثل النائب رو خونّا، عن تفاؤلهم بموقف هاريس الداعم للتكنولوجيا الرقمية. واعتبروا أن دعمها للابتكار في تقنيات مثل البلوك تشين، يمكن أن يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي وزيادة الثقة في السوق. وأضاف خونّا أن "الرفض للتكنولوجيا الرقمية مثل البلوك تشين يعني رفض الحلول الجديدة في العصر الرقمي، وهو ما يتعارض مع متطلبات المستقبل". ومع ذلك، فإن قدرة هاريس على تحقيق هذه الوعود تظل موضوع نقاش. فقد قال بعض المحللين إن الحديث عن التكنولوجيا الرقمية يجب أن يترافق مع خطة شاملة تتناول الضوابط التنظيمية التي قد تكون ضرورية لسوق الأصول الرقمية. وأشاروا إلى أنه ينبغي للحكومة الأمريكية أن تضع هيكلًا تنظيميًا واضحًا ومبسطًا يمكّن الابتكار من الازدهار دون التعرض للاختناق بسبب البيروقراطية الزائدة. تتعامل هاريس أيضًا مع موضوع الطاقة النظيفة، وهو هدف تنافسي يعتبر جزءًا من الاستراتيجية الشاملة لتقدم الولايات المتحدة علي الساحة الدولية. إنها تؤكد أن تحقيق التفوق في التكنولوجيا لا يمكن أن يأتي دون الاستفادة من مصادر الطاقة المستدامة، وهو اعتراف متزايد بأهمية الاستدامة في النقاشات السياسية والاقتصادية. إن التحديات التي تواجه هاريس ليست فقط من المنافسة الدولية، ولكن أيضًا من داخل البلاد. إذ إن هناك مخاوف قائمة لدى المستثمرين والمبتكرين الذين يرغبون في رؤية خطوات فعالة نحو تنظيم أسواق البلوك تشين. ولهذا السبب، فإن قدرة الإدارة الحالية على تحقيق توازن بين الحوافز الاقتصادية والضوابط التنظيمية سيكون أمرًا بالغ الأهمية. في سياق متصل، تناول بعض المراقبين دور البلوك تشين كأداة لتحسين الشفافية والنزاهة في العمليات الاقتصادية، مشيرين إلى أنها تستطيع أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الثقة بين السلطات المالية والمستثمرين. وبالتالي، يصبح دعم هاريس للتكنولوجيا بلا شك خطوة نحو تحقيق تطلعات مستقبلية تتماشى مع تطلعات الأجيال الجديدة. يعد هذا الوقت حاسمًا بالنسبة لصناعة التقنيات الجديدة، حيث يمكن أن يؤدي دعم هاريس وإدارة بايدن إلى عمليات استثمار ضخمة في هذا القطاع، مما قد يمنح الولايات المتحدة أفضلية استراتيجية على منافسيها العالميين. إن الاستعداد لاستثمار الموارد في البلوك تشين والذكاء الاصطناعي، مع وجود إطار تنظيمي جيد، قد يفتح الأبواب أمام الابتكارات الجديدة والرائدة. في الختام، تكشف تصريحات هاريس عن طموحات كبيرة وتحولات مستقبلية ممكنة في سياسة التكنولوجيا الأمريكية. ومع ذلك، فإن مدى تحقيق هذه الأهداف يتوقف على قدرتها على التحرك من الأقوال إلى الأفعال، وتجنب الانزلاق نحو مجرد وعود دون دليل ملموس. لن تنتظر السوق الدولي، ولذا فإن الأوقات المقبلة ستشهد بروز الحاجة لتنفيذ التخطيط بشكل فعّال وواقعي، لضمان بقاء أمريكا في مقدمة الأنساق التكنولوجية العالمية. في عالم تتزايد فيه التعقيدات التكنولوجية، يبدو أن الخيار الوحيد لضمان الهيمنة الأمريكية في الفضاء التكنولوجي هو الابتكار المستمر والاستجابة السريعة للتحديات. سيكون النجاح في هذا الأمر مرهونًا بإرادة القيادة السياسية، وبتعاون القطاعين العام والخاص من أجل استغلال الفرص الجديدة التي تتيحها تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي.。
الخطوة التالية