خسائر مستخدمي كوينباس تصل إلى 300 مليون دولار سنويًا بسبب هجمات الهندسة الاجتماعية

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح الاستثمار في العملات الرقمية واحدًا من أكثر الاتجاهات شيوعًا. ومع هذه الزيادة الكبيرة في عدد المستخدمين، تنتشر أيضًا أساليب الاحتيال والهجمات السيبرانية. في هذا السياق، تشير الأدلة إلى أن مستخدمي كوينباس، إحدى أكبر منصات تداول العملات الرقمية، يتعرضون لخسائر تصل إلى 300 مليون دولار سنويًا نتيجة هجمات الهندسة الاجتماعية. الهندسة الاجتماعية هي تقنية يستخدمها المحتالون لخداع الأفراد واستغلال ثقتهم من أجل الحصول على معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو التفاصيل البنكية. وفقًا لتقرير حديث، تعرض مستخدمو كوينباس لهجمات منظمة تسببت في سرقة ما قيمته 65 مليون دولار خلال شهرين فقط، مما يزيد من أهمية مسألة الأمن الرقمي. ### كيف يعمل المحتالون؟ تستند أساليب المحتالين إلى معايير منظمة ودقيقة. يعتمدون عادةً على إنشاء هواتف مزيفة (Spoofed Phone Numbers) وبريد إلكتروني مزيف ينتمي إلى كوينباس. يبدؤون بالتواصل مع الضحايا، مدعين أنهم يمثلون الخدمة العملاء لكوينباس، ويدعون أن هناك محاولات دخول غير مصرح بها إلى حساباتهم. هذه الخدعة تُعتبر نقطة البداية لعملية احتيال معمقة. بعد ذلك، يتلقى الضحايا رسائل بريد إلكتروني تحتوي على أرقام حالة مزيفة، والتي تُستخدم لتعزيز مصداقية المحتالين. وبمجرد أن يكتسب المحتالون ثقة الضحايا، يوجهونهم عبر خطوات تؤدي في النهاية إلى تسليمهم السيطرة على الحسابات. ### حالات مثيرة للقلق واحدة من الحالات التي تم توثيقها تشير إلى سرقة 850,000 دولار من ضحية واحدة. تم تتبع الأموال المسروقة إلى عنوان مرتبط بأكثر من 25 ضحية أخرى. هذا يشير إلى أن الشبكة المحتالة لديها نطاق واسع وتنظيم محكم لجعل عمليات الاحتيال الخاصة بهم تبدو موثوقة. ### التهديدات السيبرانية على كوينباس وجدت التحقيقات أن كوينباس لديها مشاكل أمنية لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي. على سبيل المثال، تم التعرف على مشكلات تتعلق بمفاتيح API القديمة التي يستخدمها برنامج الضرائب، وثغرات تسمح بإرسال رموز التحقق إلى أي عنوان بريد إلكتروني بغض النظر عن حالة الحساب. هذه الثغرات تُعتبر تهديدات خطيرة لمستخدمي كوينباس ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من الهجمات. ### مقارنة مع المنصات الأخرى تصور التحقيقات أن منصات تداول العملات الرقمية الأخرى مثل كراكن وOKX وباينانس لا تعاني بنفس القدر من هذه المشكلات الأمنية. من الواضح أن كوينباس تواجه مجموعة معقدة من التحديات التي تأثر على مستخدميها، بينما يبدو أن العديد من المنافسين أقل تعرضًا لهذه الأنشطة الإجرامية. ### الإجراءات المقترحة لتحسين الأمان استجابة لهذه المشكلة المتزايدة، يعتبر الخبراء أن هناك خطوات ضرورية يجب على كوينباس اتخاذها. من بين هذه الإجراءات: 1. **تعزيز التحقق من الهوية:** يجب أن تطرح كوينباس خيارات للمستخدمين المتقدمين لإلغاء خيار استخدام أرقام الهواتف، والاعتماد بدلاً من ذلك على تطبيقات المصادقة أو مفاتيح الأمان. 2. **تقديم نوع خاص من الحسابات للمبتدئين وكبار السن:** يمكن أن تتضمن هذه الحسابات المزيد من قيود السحب ودعم عملاء محسّن. 3. **زيادة التفاعل المجتمعي:** ينبغي على كوينباس توسيع مبادرات التعليم والتوعية بين المستخدمين حول كيفية حماية أموالهم وكيفية التعافي من الخسائر. 4. **تشكيل فريق استجابة دائم للحوادث:** يجب أن يكون هناك فريق دائم موجود للاستجابة الفورية لأي حادثة سارق. 5. **تعقب العناوين المرتبطة بالسرقات:** يجب على كوينباس أن تعتمد نظامًا فعالًا لتتبع العناوين التي تم استخدامها في عمليات السرقة. باختصار، يجب أن تتوجه كوينباس نحو تحسين الأمان الرقمي لحماية مستخدميها من الهجمات المستمرة. بينما تتزايد الخسائر الناجمة عن الاحتيالات، يتعين على المنصة اتخاذ خطوات عاجلة لتقليل المخاطر وتعزيز الثقة بين مستخدميها. إذا كنت مستخدمًا لكوينباس أو أي منصة تداول عملات رقمية، فكن واعيًا ومطلعًا على أساليب الاحتيال وكن دائمًا على حذر لحماية أموالك.。